ثقافة
حديث القمر
كتاب يأخذك إلى عالم آخر، لا تشعر فيه بزمان ولا مكان، فأسلوب الرافعي يجعلك تذوب في جمال الطبيعة من خلال تشبيهاته وبلاغته، وقد ربط الرافعي معظ
★★★★
مصطفى صادق الرافعي
4585
قدم لنا الأديب والكاتب والشاعر مصطفى صادق الرافعي لوحات خلابة من بحار الأدب وألوان الكلم العذب، فمثل مصطفى الرافعي لا تحدد مؤلفاته بعددها، بل تقاس ببلاغة السطور وروعة الكلمات، وتحصى بجمال المعاني وعمق المفاهيم الأدبية ونضارة الصور المجازية، ومن أجمل ما قدم الرافعي كتابه (حديث القمر)، وهو حوار خلاّب يدور في عقل كاتبه بينه وبين القمر، بين خواطر الروح وضوء القمر، تمتع العقول بتنوع الأفكار وأصالة الفهم الذكي للواقع والنقد الفني للحياة.
حديث القمر" كتاب يأخذك إلى عالم آخر، لا تشعر فيه بزمان ولا مكان، فأسلوب الرافعي يجعلك تذوب في جمال الطبيعة من خلال تشبيهاته وبلاغته، وقد ربط الرافعي معظم محاور كتابه وموضوعاته بحديث القمر، فتراه تارة يتحدث عن الحب والمرأة والجمال، وتارة أخرى يتحدث عن الإيمان والإلحاد، وكأنه يرسل رسالة لقارئه بأنه لا انفصام بين مشاعر الإنسان الفطرية كمشاعر الحب عامة ومشاعر الإيمان خاصة، يقول الرافعي "كتبتها وأنا أرجو أن تكون الطبيعة قد أوحت إليّ بقطعة من مناجاة الأنبياء التي كانت تستهلّ في سكون الليل فيَعيها كأنه ذاكرة الدهر، وأن تكون بثت في ألفاظي صدى تلك النغمات الأولى التي كان يتغنى بها أطفال الإنسانية فتخرج نغمات من أفواههم ممزوجة بحلاوة الإيمان الفطري"
كتاب أدبي رائع، فيه تتشابك الفلسفة مع اللغة، مشكلة أدباً وفكراً خاصاً بالرافعي، لا تملك إلا أن تعيش مع كلماته في شجن وسعادة، فمؤلفات مصطفى صادق الرافعي لا تقاس بعددها، ولكن تقاس ببلاغتها وروعة كلماتها.